انواع القصة ............

ثمة فروق فنية تميز الوان هذا الفن في الشكل والمحتوى،وسوف نأتي لها تباعا:

أولا: الرواية:
تعد اكبر الأنواع طولا واستغراقا بالزمن والأحداث والشخصيات وامتدادا بالمكان ،
إذ تتوالى فيها الأحداث وتتشابك الشخصيات ،وهذا ما يجعل حجمها كبيرا ،أما
فكرتها فتقوم على تصوير البطولة الخيالية ،وهذا ما يعطي الكاتب حرية كبيرة
في التحرك ورسم الأحداث والشخصيات مما يساعد في كشف النوازع الداخلية
للشخصيات ورسم تفاصيلها بكل دقة،وتعد الرواية مرحلة متقدمة فكريا عما كانت
عليه الملاحم الاسطورية ،والحقيقة كان ظهورها مرتبطا بالنظام الإقطاعي الذي
ساد في أوربا أثناء العصور الوسطى ،ومن اعلام هذا الفن (تولستوي وجان جاني
و والبرتو مورافيا و ارسكين كالدويل وغيرهم ) وحقيقة هنالك بعض من الكتاب العرب
الذين برزوا في هذا الفن أمثال (هيكل ومحمد عبد الحليم عبد الله وسعد مكاوي
والسحار والحكيم والسباعي وإدريس وشيخهم نجيب محفوظ وتيمور و طه حسين وغيرهم ) .

ثانيا :القصة(Novel)
تقل عن الرواية في سرد الأحداث والوقائع وفي الحجم والشخصيات وفيها يتغير
المكان والزمان وتتوالى الأحداث ويقوم الكاتب بتحليل الشخصيات من وجهة نظر
نفسية بشيء يقصر عما في الرواية ،ان الدقة في تعدد الوقائع في الرواية ،يقابله
الاهتمام بتحليل الشخصيات والدوافع في القصة،والقصة تعد بكل المقاييس اقل
من الرواية في كل من الحدث والزمن والشخصيات.


ثالثا :القصة القصيرة(short story)
كان ظهورها على المستوى العالمي منتصف القرن التاسع عشر الميلادي
على يد (جو جول وادغار الان بو )ثم انتشرت في فرنسا اونكلترا ويعد جو جول
رائدها الاول اذ يقول (مكيسم جوركي ) كلنا خرجنا من تحت معطف جو جول،
يقول الان بو (القصة القصيرة هي وحدة الاثر والانفعال النفسي السريع ،فهي تمثل
حدثا واحدا يقع في وقت معين ويتناول جانبا واحدة لشخصية مفردة او عاطفة او
مجموعة من العواطف والمشاعر وبذلك تكون موضوعا واحدا تجتمع فيه الوحدات
الثلاث الزمن والمكان والحدث .

لذلك انصب اهتمام رواد القصة القصيرة على أن هنالك حدثا أو أثرا او انطباعا
معينا يهدف الى الكشف عن حالة او موقف معين وإظهاره بصورة مقنعة للمشاهد
أو القارئ،وقد اهتم رواد القصة القصيرة مثل الكاتب الانكليزي (ه.ج .ويلز )في القصة
القصيرة على إثارة الشعور بالمتعة و الرضى في النفس من خلال عنصر التشويق ،
فهي تجمع بين الخيال والحقيقة ويمكن ان تستغرق قراءتها اقل من نصف ساعة
لكنها تحمل من العناصر المشوقة والااحداث التي تجعل من القاريء متفاعلا معها
بكل عواطفه واحاسيسه ،اذ ان الترابط في رسم الاحداث يعطيها هذه الميزات .
ومع ان الادب العربي حديث العهد بهذا النوع من الفن ،الا انها تعد فيه من اكثر انواع
القصص انتشارا وثراءً ومن اهم كتابها محمود تيمور وسعد مكاوي والسباعي وغيرهم .

رابعا :الاقصوصة :
تدور حول مشهد صغير او لقطة عجلى يودع فيها الكاتب شحنة عاطفية او
انطباعا وقتيا لكنها تفقد ما في القصة القصيرة من متعة وحبكة فنية في رسم الاحداث .

وهنالك من النقاد من يجعل القصيصة وهي بين الاقصوصة والقصة القصيرة
وهنالك من يجعل الخاطرة القصصية بعد الاقصوصة فهي عبارة عن مشهد او
لوحة واحدة لشخصية واحدة ،تكون احداثها غير مهمة او انها لاتشكل أي متعة
للقاريء بل ربما تدعو الى الملل والسأم .